خرافات الفقهاء وحماقاتهم

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والسلام على من إتبع الهدى أما بعد

 

إذا كنت تعتقد أن الفقه الإسلامي هو علم دقيق يُعنى بتنظيم

شؤون العباد وفق مقاصد الشريعة السامية، فأنت لم تطلع بعد على بعض أغرب ما سُطِّر في كتب الفقهاء عبر العصور، حيث تحوَّلت بعض الفتاوى إلى مهازل فكرية، وهرطقات لا يقرها عقل ولا يقبلها منطق، حتى لكأن بعض الفقهاء كانوا يخوضون في فصول من العبث والانحراف الذهني تحت ستار "الاجتهاد" و"استقصاء الأحكام الشرعية"

إن من يطالع التراث الفقهي دون تعصب أو تبرير مسبق سيُفجع بكمية الفتاوى التي تتجاوز حدود المنطق والأخلاق، حتى ليظن أنه يقرأ نصوصًا من أدب الفانتازيا أو عوالم السريالية، لا أحكامًا دينية من المفترض أنها جاءت لتنظيم حياة الناس وفق مبادئ العدل والرحمة والعقلانية. كيف لا، وبعض الفقهاء أفنوا أعمارهم في التنظير لمسائل لا تخطر على قلب بشر، ولم تكن لتخطر لولا عقولهم التي استغرقت في هذه الافتراضات الشاذة!

فماذا يقول العقل والمنطق في فقه يناقش مسألة دخول رجلٍ كامل في فرج امرأة أو دابة بحرية؟ أي فكرٍ هذا الذي يضع فرضيات يتساءل فيها عن وجوب الغسل في حالة شطر الذكر إلى نصفين وإدخال كل نصف في موضع مختلف؟ وما هي الضرورة الدينية أو الأخلاقية التي استدعت بحث مسألة إدخال الرجل قضيبه في قضيبه الآخر؟ وكيف تحولت كتب الفقه إلى مستنقع من الفرضيات الجنسية الشاذة التي لا تليق حتى بالمهووسين بالأدب الإيروتيكي؟

والمذهل أن هؤلاء الفقهاء لم يتوقفوا عند حدود المسائل الفقهية المعتادة التي تخدم المجتمع أو تنظم شؤون الناس، بل تجاوزوا ذلك إلى الغوص في تفاصيل مَرَضية لا تمت للواقع بصلة. فتجدهم يتناقشون في حكم "إذا أمسكت المرأة بذكر الميت وأدخلته في فرجها"، أو يتجادلون حول "كيفية دفن المرأة الكافرة الحامل بجنين مسلم"، وكأنَّ الإسلام جاء ليكون مجرد سجل من القواعد اللانهائية التي تُشرِّح أدق تفاصيل الأفعال البشرية بغض النظر عن عقلانيتها أو حتى واقعيتها.

والأغرب من كل ذلك أن هذه الفتاوى لم تكن نتيجة مزاح أو هزل، بل نُقلت في أمهات الكتب الفقهية، واعتُمدت كمرجع في تدريس الفقه الإسلامي عبر الأجيال. فهل كان أولئك الفقهاء معزولين عن واقعهم إلى درجة دفعتهم إلى اختراع هذه الفرضيات العجيبة؟ أم أن لديهم هوسًا دفينًا بتلك التفاصيل التي تدور حول الغرائز أكثر مما تدور حول تنظيم الحياة العامة للناس؟

وإذا كان الإسلام دين الفطرة والعقل والمنطق، فكيف نفسر وجود فتاوى تُناقش إمكانية ابتلاع خيط في الليل وإبقاء طرفه في الحلق حتى الفجر ليتحقق "أدق حكم فقهي" حول صحة الصيام؟ كيف نقبل بفقهٍ يناقش إمكانية ولادة طفل ينتمي لأبَوين مختلفَين ويُدعى "ابن محمدين" أو "ابن عبد الله وعبد الله"، مع أن التشريعات السماوية جاءت لتحفظ الأنساب وتحقق العدالة؟

إن الواقع يفرض علينا اليوم أن نطرح الأسئلة الحقيقية: هل نحن ملزمون بتقديس كل ما ورد في كتب الفقه القديمة؟ هل يمكن أن نضع هذه الهرطقات ضمن إطار "التنوع الفقهي" أو "الاجتهاد العلمي"، أم أننا أمام مرحلة تاريخية استُنزف فيها العقل الفقهي في قضايا هامشية وانحرف عن مقاصد الشريعة الحقيقية؟

في هذا المقال، لن نتستر على هذه الفتاوى ولن نمارس التبرير الساذج الذي تعود عليه البعض. سننقل نصوص هذه الفتاوى بحرفيتها كما وردت في المصادر، لنكشف للعقلاء كيف انحرف بعض الفقهاء عن جادة الصواب، وكيف تحولت بعض اجتهاداتهم إلى ضربٍ من العبث العقلي والتخريف المقنن. نحن بحاجة إلى مراجعة هذا التراث بميزان العقل والمنطق، لا بميزان التقديس الأعمى، لأننا إن لم نفعل، فسنظل أسرى لهذه النصوص العتيقة، وسنعيش في ظل فقهٍ يجادل في عدد الركعات التي يصليها رجلٌ أدخل إصبعه ملفوفًا بخرقة في دبره أثناء الصلاة، بدلًا من الانشغال بقضايا الأمة وجوهر الدين الإسلامي الحقيقي

 

1- مسألة دخول شخص كامل في فرج إمرأة

في مسألة فقهية من أغرب غرائب الدنيا والتي لا يمكن لعاقل أن يتصورها حتى مجرد تصور هو ما ذكره أحمد الصاوي المالكي في حاشيته، مسألة إذا دخل رجل بكامله من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه في فرج إمرأة. (ونحن نتسائل بإستغراب كيف يمكن حدوث ذلك ؟)

جاء في حاشية الصاوي (114/1): "لو دخل شخص بتمامه في الفرج فلا نص عندنا وقالت الشافعية في الدخول بذكره إغتسل وإلا فلا، كأنهم رأوه كالتغييب في الهوى ويفرض ذلك في الفيلة ودواب البر الهائلة"

إذن لو دخل رجل كامل في فرج إمرأة أو فيلة أو في دابة من دواب البحر فلا غسل عليه إلا إذا سبق الولوج بعضوه الذكري! وفي نفس المصدر أيضا إذا أمسكت المرأة بذكر الميت وغيبت الحشفة في فرجها فلا غسل على الميت! فهذه النظريات العظيمة التي تقوض قوانين الكون والعقل تسمى علما شرعيا عند الفقهاء والشيوخ، وهي تجيب على الأسئلة التي تشغل بال الناس وكما لاحظتم فإنها تهتم بشؤون الشواذ الذين يعانون من الزوفيليا أو نكاح البهائم وتنظم أنشطتهم وكذلك النكروفيليين المحبين لنكاح الأموات، فأي شيء أكثر من هذا تريدون ؟

2- مسألة إذا أدخل رجل قضيبه في قضيب رجل آخر :

نعم كما قرأت ولا داعي للإستغراب بتاتا، فإن قوانين الكون

تتكسر ومبادئ الأخلاق والمعرفة كلها لا قيمة لها في مقابل العلم 

الحقيقي الذي هو عند الفقهاء وحدهم، فيمكن للرجل فقهيا أن 

يدخل قضيبه في قضيب رجل آخر وليس هذا محل إشكال! لأن 

الإشكال الوحيد هو هل هذا الإدخال يوجب الغسل أم لا ؟

وللإجابة على هذا الإشكال العظيم والذي أشغل تفكير الأمة يتكرم 

علينا عبد الحميد الشرواني في حاشيته على تحفة المنهاج 

(259/1) : "ولو أدخل ذكره في ذكر آخر وجب الغسل على كل 

منهما كما أفتى به الرملي شيخنا" وهنا أيضا على كل من 

الرجلين وجوب غسل الجنابة!



3-  مسألة إذا شق الرجل ذكره إلى نصفين :

مادام في عقول الفقهاء الموقعين نيابة عن الله بمقدور الرجل أن 

يدخل بتمامه في فرج المرأة وأن يدخل عضوه الذكري في عضو 

رجل آخر فإن بمقدوره أيضا أن يشق ذكره إلى نصفين ويدخل 

كل نصف في مكان آخر!! وكل هذا ليس بمعضلة عندهم، 

المعضلة الكبرى هي إن كان ذلك يوجب الغسل أم لا ورد في 

حواشي الشرواني (260/1) : "ولو شق ذكره نصفين فأدخل 

أحدهما في زوجة والآخر في زوجة أخرى وجب عليه دونهما 

ولو أدخل أحدهما في قبلها والأخرى في دبرها وجب الغسل 

عليهما"

فإذا شطر الرجل قضيبه إلى نصفين ، فأدخل نصفا في زوجته 

الأولى ونصفا في زوجته الثانية وجب عليه الغسل وأما هما فلا 

يجب عليهما الغسل لأنه أدخل قضيبا كاملا أما الزوجتان فكل 

منهما أدخلت نصف قضيب فقط، لكنه إذا أدخل نصفه في فرج 

امرأة ونصفه الآخر في دبر المرأة نفسها وجب عليه الاغتسال 

وعلى زوجته أيضا، لأن كل منها أدخل ذكره كاملا إذا قمنا بجمع 

النصفين المنشطرين من العضو الذكري!!


4- مسألة إذا خرجت دودة من أحد سبيلين الإنسان

فكما تري اختلاف فقهاء الشافعية في هذا الخروج العجيب لرأس 

دودة من مسلكي الإنسان، فقال فريق يبطل الوضوء وقال فريق 

آخر لا يبطل مادامت الدودة رجعت إلى الفرج أو الدبر قبل أن 

تنفصل عنه!!فبالله عليكم كيف تقدسون هؤلاء ؟ أليس هذا هو 

الحمق بعينه والعجب والعجاب ؟4- مسألة إذا خرجت دودة 

برأسها من أحد السبيلين إذا خرجت دودة من فرج الشخص أو 

من دبره فهل يوجب خروجها الوضوء ؟ قال النووي في 

المجموع شرح المهذب (12/2) : "لو خرجت دودة رأسها من 

أحد السبيلين، ثم رجعت قبل انفصالها، ففي انتقاض الوضوء 

وجهان حكاهما الماوردي والروياني والشاشي وغيرهم، 

أصحهما ينتقض للخروج، والثاني لا"


5- مسألة لف المصلي خرقة على أصبعه ثم يدخلها في دبره 

أيضا وعلى طاري المذهب الشافعي نجد فتوى من أغرب ما 

يكون وهي إدخال المصلي اصبعه في دبره!! ومع أننا لم ولن 

نفهم أي صلاة هذه التي سيقوم فيها المصلي بهذه العملية 

المقززة، لكن النووي يقول في المجموع (11/2) : "حكى 

الشيخ أبو محمد – فى الفروق – أن بعض أصحابنا قال : لو لف 

على إصبعه خرقة وأدخلها فى دبره وهو فى الصلاة لم تبطل 

صلاته فحصل وجهان"


ماهذه الحماقة أيها الناس ؟ أليس هذا هو الغباء والسخافة بحد 

ذاتها ؟



6- مسألة موت الكافرة وفي بطنها جنين مسلم :

الآن نأتي لواحدة من أعجب ما وقف عليه الكثير وهي الفتوى 

المعروفة في كتب الفقه حول قضية جنين المرأة الكافرة المتوفاة 

المسلم حيث فرض الواقع معضلة منطقية عويصة على الفقهاء، 

فإذا ماتت الكافرة وهي حامل بولد رجل مسلم فإن الفقهاء 

يحكمون بكفر الأم وإسلام الجنين، وبالتالي أين ستدفن هذه 

المرأة الحامل ؟ اختلف الفقهاء كما هي العادة، واختلافاتهم 

ذكرها ابن القيم في كتابه "أحكام أهل الذمة" (ص163)، أقتصر 

على قولين: 

الأول : لا تدفن في مقابر الكفار لأن في بطنها ولد مسلم، وفي 

نفس الوقت لا تدفن في مقابر المسلمين لكي لا تؤذي المسلمين 

بعذابها التي تتعذب فيه في القبر كما قال الإمام أحمد !! بل تدفن 

في مكان منعزل. ولمزيد من التفصيل في كيفية هذه الدفنة 

العجيبة يتفضل ابن تيمية: "ويُجعل ظهرُها إلى القبلة ؛ لأن وجه 

الطفل إلى ظهرها ، فإذا دفنت كذلك كان وجه الصبي المسلم 

مستقبل القبلة" . 

الثاني : هو أن تدفن في مقابر المسلمين فتكون بمثابة ثابوت 

للولد المسلم!! يقول ابن القيم في نفس صفحة الكتاب "قال 

أصحاب هذا الوجه: وتكون للولد بمنزلة صندوق مودع فيه" 

الدرر النفيسة التي استفدناها من هذه الفتاوى العظيمة : أن جثة 

الكافرة الحامل بولد مسلم تؤذي الأموات المسلمين بعذابها 

البرزخي . وجوب أن يكون ظهرها باتجاه القبلة لكي يكون وجه 

الولد باتجاه القبلة أيضا. أن جسد الأم هو صندوق يدفن فيه 

الولد.




7- مسألة إذا ابتلع الرجل خيطا في ليلة رمضان وبقي طرفه في 

فمه حتى دخل وقت الصيام


إنه لمن المحير بمكان أن تخطر هذه الفكرة على إنسان عاقل 

سوي، وكيف سيبتلع الشخص خيطا ويبقى طرفه خارجا من فمه 

وطرفه الآخر داخل معدته ؟ سيتسحر بجرارة سنارة مثلا ؟ أو 

ربما الجهابذة الفقهاء قد تنبؤوا بأكلة السباغيتي قبل الأوان؟ 

وكم هو هذا مشهد مقزز وفظيع رجل يبتلع خيط ويضل بعضه 

يطل من فيه !

لكن الفقهاء تطوعوا للإجابة على هذه المسألة الهرائية، ونقل 

لنا النووي تطوعاتهم في شرح المهذب (12/2) :

ولها هنا ثلاث حالات : 

-إما أن يبقى الخيط بهذه الكيفية حتى آذان المغرب وبالتالي 

الصوم صحيح. 

-إما أن يبتلع الخيط أو يخرجه بمحض إرادته، فيبطل صومه. 

-إما أن يبتلعه أو يخرجه من غير قصد كأن يكون نائما أو 

مكرها، فيصح الصوم.




8- مسألة طفل يدعيه رجلان أو إمرأتان :

إذا تنازع أكثر من شخص على ولد كل شخص منهم يدعي بأنه 

أبوه الذي ولده، فهنا أحوال كثيرة تختلف باختلاف الفقهاء أذكر 

منها: استدعاء القافة، والقافة هم مجموعة من الأشخاص لهم 

خبرة بالتشابهات المورفولوجية بين الناس ويعرفون من ولد من 

من خلال الشكل التشابه، وإذا قال الخبراء أنه ولدهما جميعا 

فإنه ينتسب إلى أكثر من أب واحد!! وقد ذكر ابن عثيمين في 

شرحه لزاد المستقنع كيف ننادي هذا الولد، فمثلا اذا كان كلا 

الرجلين الذين ينسب إليهما اسمه محمد، فإننا ننادي الولد يا ابن 

محمدين!!! وإن كان كلاهما اسمه عبد الله فلا يجوز أن نقول له 

يا ابن عبد اللاهين لأن هذا شرك والله واحد، وإنما نقول له : 

يا ابن عبد الله وعبد الله!! ثم ذكر كيف يرث وكيف يورث 

وغيرها من التفاصيل. وعند الحنفية لا شرعية للقافة لأنها حكم 

بالطن، بل ينتسب لجميع المتخاصمين وإن كانوا ألفا ذكورا كانوا 

أو نساء!! وهو في نظرهم ابن إمرأة واحدة في الحقيقة ولكنه 

في نفس الوقت مخلوق من ماء ذكرين أو أكثر كما نص عليه 

ابن القيم في زاد المعاد. ويوجد أيضا حل آخر وهو إجراء قرعة 

لتحديد النسب، علما بأن المسلم إذا تنازع مع كافر في ولد ، فإنه 

ينسب للمسلم دون قرعة ولا قافة، كون جميع الأطفال مسلمين 

بالولادة !!

من أراد الرجوع فليرجع لـ

زاد المعاد ص825 وأيضا نخب الأفكار (539/14)




9-إبن تيمية وقدرة الصالحين على إحياء الموتى

قال إبن تيمية في كتابه "النبوات" ص 218 : "فإنه لا ريب أن 

الله خص الأنبياء بخصائص لا توجد لغيرهم ولا ريب أن من 

آياتهم ما لا يقدر أن يأتي به غير الأنبياء بل النبي الواحد له 

آيات لم يأت بها غيره من الأنبياء كالعصا واليد لموسى وفرق 

البحر، فإن هذا لم يكن لغير موسى وكإنشقاق القمر والقرآن 

وتفجير الماء من بين الأصابع وغير ذلك من الآيات التي لم تكن 

لغير محمد من الأنبياء، وكالناقة التي لصالح فإن تلك الآية 

لم يكن مثلها لغيره وهو خروج ناقة من الأرض بخلاف إحياء 

الموتى فإنه إشترك فيه كثير من الأنبياء بل ومن الصالحين"

ويقول أيضا في نفس الكتاب ص298 : "وقد يكون إحياء 

الموتى على يد أتباع الأنبياء كما وقع لطائفة من هذه الأمة"



10-مدة حمل المرأة في الفقه

المعلومة الشائعة لدى الجميع أن حمل المرأة لا يمكن أن يتجاوز 

10 أشهر لأن الطبيعي هو ما بين 6 أشهر إلى 9 أشهر وهذا 

المثبت علميا وتاريخيا لكننا نجد في الفقه عجائب بخصوص هذا 

الموضوع تؤكد خرافية عقول من يسمون بالعلماء حيث

قال مالك بن أنس في "المدونة الكبرى" (250/4) : "سألت 

مالكاً عن المرأة تتزوج، فيأتيها زوجها بعد ما تزوجت فيقول: 

هذا حمل مني. قال مالك: أرى أن يفرق بينهما، ويكون الولد 

للرجل الأول، ما لم يجاوز ست سنين، فإن جاوز ست سنين لم 

يلحقه."

فمالك إمام المذهب المالكي يرى أن أقصى مدة للحمل هي 6 

سنوات


وفي كتاب "نهاية المتاج إلى شرح المنهاج" للرملي (419/7) 

: "قال الشافعي: أكثر مدة الحمل أربع سنين، ولا يزاد عليها، 

وهذا الذي عليه جمهور أصحابنا.

فالشافعي يرى أقصى مدة للحمل هي 4 سنوات


وفي كتاب "البدائع" للكاساني (5/4) : "وأما أكثر مدة الحمل 

فحدَّها أصحابنا بسنتين، وقال الشافعي: أربع سنين، وقال مالك: 

خمس سنين."

فأصحاب المذهب الحنفي يرون أن أقصى مدة للحمل سنتان


وفي كتاب "المغني" لإبن قدامة (392/7) : "وقال أحمد: أكثر 

مدة الحمل أربع سنين، وقال الشافعي كذلك. وقال مالك: خمس 

أو ست سنين."

إذا أحمد إبن حنبل يوافق الشافعي في أن أقصى مدة للحمل هي 

سنوات




بطبيعة الحال هناك الكثير من هذه الأعاجيب والهرطقات التي 

ذكرها الفقهاء في كتبهم ولكنني اقتصرت على بعضها تجنبا 

للإسهاب وإلا فإن الأمر يحتاج إلى مجلدات ضخمة بخصوص 

هذا الأمر، وأيضا هذا كاف للتأكيد والبرهنة على أن الكتب 

الفقهية فيها الغث والسمين ولا تستحق أن تكون فيصلا لنا، وأن 

الكثير من الفقهاء قد بلغت بهم فهلوتهم وهلاوسهم مبلغا عظيما 

من الخرق والحمق وهذا يعطينا الضوء الأخضر بالتشكيك في 

سلامة عقولهم حتى، ويجدر التذكير بأن بعض المرقعين 

يحاولون تبرير هذه الفتاوى والنصوص بالقول أنها مجرد 

إفتراضات لتحفيز الذكاء وتنشيط الفقه وأيضا إجتهادات 

مقبولة وهذا الزعم باطل قطعا، لأن الفقهاء كانوا في منتهى 

الجدية وهم يدونون هذه الحماقات والحذلقات والسخافات فلم 

يكونوا يمزحون أبدا بل هكذا كانت عقولهم والتي يلام 

المعاصرون الذين تجمدوا فيما قاله السابقون وعطلوا الإجتهاد 

أكثر مما يلام هم




واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


Comments

Popular posts from this blog

خرافة حاطب بن أبي بلتعة

هل تعلم من أين أخذ البخاري ومسلم قصة كذبات إبراهيم ؟

خرافة عوج بن عنق