السلف وإشتهاء البهائم جنسيا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والسلام على من إتبع الهدى أما بعد
في زوايا التاريخ الفقهي المظلم، حيث تعشش وتتراكم الخرافات والتناقضات، نجد نصوصا تكشف بوضوح عن إنحراف فكري وسلوكي كان مستترا تحت عباءة الدين. في "شرح موطأ مالك للزرقاني (621/4)"، والقرطبي في كتابه "المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم (452/3)"، وكذلك حبيب الله الشنقيطي في كتابه زاد المسلم، والسنوسي في شرحه لصحيح مسلم، نقلوا عن بعض السلف أنهم كانوا يخشون ويتقون الخلوة بالبهائم، حيث قالوا: "وقد إتقى بعض السلف الخلوة بالبهيمة، وقال شيطان مغوى وأنثى حاضرة". ماذا يعني هذا ؟ ببساطة كان هناك من يشعر بالإغراء الجنسي أمام الحيوانات! هذه الحقيقة الصادمة تفكك وتبدد الأكذوبة الكبرى التي صورت من يسمى بالسلف وكأنهم كائنات معصومة عن الرغبات الدنيئة،،،،،
إن ورود هذا التحذير في كتب الفقه لم يكن مجرد إفتراض بريء، بل كان إنعكاس لممارسات وقعت في الخارج، وإلا فلماذا هذا الحذر المرضي ؟ هل كان بعضهم يعاني من كبح شهواته إلى درجة أنه إحتاج إلى تذكير بعدم الإعتداء على البهائم ؟ هذا ليس مجرد إستنتاج، بل فضيحة أخلاقية دفينة يحاول التراثيون بشتى الوسائل طمسها تحت ستار القداسة والتقدير الأعمى.
أما القرطبي، فقد نقل في تفسيره بعض الإشارات إلى هذه المسألة، مما يؤكد أن الأمر لم يكن مجرد هوس فردي، بل كان ظاهرة وصلت إلى مسامع الفقهاء حتى إضطروا إلى تسجيلها والتنبيه عليها، أي مجتمع هذا الذي يحتاج فيها من يسمى بـ"الصالحون" إلى تحذيرات من القض وإفتراس البهائم جنسيا ؟ هذا ليس دينا بل سقوط أخلاقي تفضحه كتبهم نفسها.
إن كشف هذا النوع من الإنحرافات في الموروث ليس مجرد ترف فكري، بل هو هدم لمنظومة زائفة بنيت على الكذب والتدليس والخداع، كيف يعقل أن يكون هؤلاء "السلف" هم المعيار الأخلاقي الذي بهم يقتدى فيهتدى وهم أنفسهم من وجه إليهم التحذير من أفعال لا تصدر عن أشد المنحرفين، هل هؤلاء هم من يراد بنا أن نقتدي بهم ونتبع أقوالهم كالقطيع وكأنها وحي منزل ؟
الحقيقة التي يهرب منها عباد الموروث أن هذا التاريخ مليء بالقذارات التي لا يمكن تبريرها، وأن هذه الكتب التي يراد لها أن تكون مرجعا إلهيا تحمل في طياتها فضائح تقل عن أي إنحراف حاصل في المجتمعات المنحلة المعاصرة التي يتشدقون بلعنها.
إن هذه النصوص تكشف مدى الإنحراف السلوكي الذي تفشى في الأوساط التي يقدسها التراثيون بلا تفكير وتعقل. إذا كان بعض السلف يحتاجون إلى هذه النوع من التحذيرات، فما الذي كان يجري في السر خلف الكواليس ؟ وما مدى إنتشار هذه النزعات الحيوانية في مجتمعهم ؟ لماذا الشيوخ لا يناقشون هذه الإنحرافات كما صدعوا رؤوسنا بمناقشة فقه الطهارة والحيض والنفاس ؟
إن هذه الوثائق التراثية تظهر أن بعض الممارسات التي يزعم أنها مستحدثة في العصر الحديث كانت جزءا من واقع قديم مخز. فالتحذيرات المتكررة تشير إلى أن هناك من لم يكن يرى بأسا في هذه التصرفات. فهل كان الأمر مجرد خوف من العقاب، أم أن المنهج الذي تأسس على النقل الأعمى يبرر كل شيء طالما أنه قادم ممن يسمى بالسلف ؟
ما الذي يفعله العقل المسلم اليوم أمام هذه الفضائح المبثوثة في هذه الكتب ؟ هل يستمر الدفاع الأعمى عن ماض متعفن والموت دون ذلك، أم يملك الشجاعة لإعلان القطيعة مع هذا الوحل ؟ إن البقاء في حالة الإنكار لن يغير الحقائق، فالتاريخ يكتب بحبر الوقائع لا بخرافات الورع المصطنع. وكشف هذه الحقائق ليس مجرد ترف فكري كما ذكرنا سلفا بل هو ضرورة لهدم جميع الأصنام الفكرية التي تحولت إلى مقدسات زائفة. فهل آن الأوان لنسف هذه الأصنام أم لا يزال البعض متشبتا بالوهم ؟
إن الإنغماس في الدفاع الأعمى عن هؤلاء الذين يسمون بالسلف هو إستهزاء وإستخفاف بالعقل والمنطق، كيف يمكن لشخص متزن أن يرى هؤلاء نموذجا يتحذى به ؟، وهم الذين كانوا يخشون الخلوة بالبهيمة خشية الوقوع في ممارسة جنسية معها! والدفاع عن هكذا نصوص ليس سوى خيانة للحقيقة وإنحدار إلى مستوى تبربر الإنحرافات الأخلاقية.
وقد عشش (بضم العين) في عقولنا من طرف الكهنوت أن السلف هم قدوة الأخلاق ولكن أي أخلاق هذه التي تحتاج إلى تحذيرات من ممارسات لا تخطر على بال أحد ؟ كيف يمكن لإنسان سوي أن يتخيل أن هذه الأمور كانت شائعة إلى درجة أن تطلبت تسجيلها في كتب الفقه ؟ إذا كان هذا الأمر ليس شائعا فلماذا هؤلاء يخشون الخلوة بالبهائم ؟ وهذا يعني أن هذه الممارسات كانت واقعا معاشا وليس مجرد فرضية أو شذوذ نادر.
التاريخ لا يرحم
من يتجاهله، والمجتمع الذي لا يواجه ماضيه بشجاعة سيظل رهينة لأوهامه. لا يمكن أن
نبني فكرًا عقلانيًا بينما نحمل على ظهورنا هذا الإرث الثقيل من التناقضات
والانحرافات. آن الأوان لنسف هذه الأصنام الفكرية، والبحث عن بدائل تستند إلى
العقل والإنسانية، لا إلى نصوص تحمل في طياتها العار والخزي.
التراث الفقهي ليس سوى انعكاس لواقع تلك العصور، بكل ما فيها من همجية وانحطاط. فلا يحق لأحد أن يطالبنا باعتباره مرجعًا، وهو الذي يعج بالفضائح والانحرافات. لقد آن الأوان لإسقاط هذا البناء الخرافي، والتأسيس لفكر جديد لا يقوم على تقديس الماضي، بل على محاكمة كل الأفكار والموروثات بمنطق العقل والإنسانية.
وأخيرًا، لا يمكن
للعقل الحر أن يخضع لهذا التراث الذي يفضح نفسه بنفسه. فكما أن هذه النصوص تكشف
المستور، فإنها أيضًا تمثل الحجة الدامغة على ضرورة التحرر منه. فما كان فاسدًا في
الماضي سيبقى فاسدًا اليوم وغدًا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحول إلى مرجع
أخلاقي أو ديني يُفرض على العقول الحرة.
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
Comments
Post a Comment