Posts

Showing posts from March, 2025

إبن تيمية يتهم البخاري بالتزوير والتلاعب

Image
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والسلام على من إتبع الهدى أما بعد في مستنقع الأوهام التراثية، تطفو رواية منسوبة للنبي تقول "نحن أحق بالشك من إبراهيم"، حديث ورد في صحيح البخاري لكنه يحمل في طياته تناقضا صارخا مع القرآن العظيم والعقل والفطرة السليمة، إذ كيف يعقل أن ينسب الشك إلى نبي وصفه الله باليقين، بل ويجعله النبي محمد أقرب إليه من إبراهيم ؟ عموما هذه الرواية لا تستحق أصلا إضاعة الوقت في إهدار الكلمات لتفنيدها وبيان بطلانها فهي باطلة لكل من له عقل وضع سطرين تحت عقل. ولكن في هذا الصدد نريد أن ننقل إتهام إبن تيمية شيخ الإسلام كما يصفه السلفيين للبخاري بتحريف وتزوير هذه الرواية.ـ في تفسير إبن تيمية الذي يسمى بالتفسير الكبير (119/5) قال : "ونظير هذا : ما في الصحيح عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ((يرحم الله لوطاً! لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي، ونحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال له ربه: (أو لم تؤمن؟ قال: بلى. ولكن ليطئمن قلبي)، وقد ترك البخاري ذكر قوله (بالشك) لما خاف فيها من توهم ...

جواز إتيان النساء من الدبر في تفسير الطبري

في تفسير الآية 223 من سورة البقرة : " نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أَنَّى شِئْتُمْ  ". نقل لنا الطبري مجموعة من الروايات الصحيحة السند (ويمكنكم التأكد من هنا) تفسير الطبري | 2:223 | الباحث القرآني التي تجيز إتيان المرأة من الدبر ٤٣٢٠ - حدثنا ابن حميد قال حدثنا ابن واضح قال، حدثنا العتكي ، عن عكرمة:" فأتوا حرثكم أنى شئتم"، قال: ظهرها لبطنها غير مُعاجَزة - يعني الدبر .ـ ٤٣٢٢ - حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله:" فأتوا حرثكم أنّى شئتم"، يقول: من أين شئتم . ذكر لنا - والله أعلم - أن اليهود قالوا: إن العرب يأتون النساء من قِبَل إعجازهن، فإذا فعلوا ذلك، جاء الولد أحول، فأكذب الله أحدوثتهم فقال:" نساؤكم حرثٌ لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم". ٤٣٢٦ - حدثني يعقوب قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا ابن عون، عن نافع قال، كان ابن عمر إذا قرئ القرآن لم يتكلم. قال: فقرأت ذات يوم هذه الآية:" نساؤكم حرثٌ لكم، فأتوا حرثكم أنى شئتم"، فقال: أتدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قلت: لا! قال: نزلت في إتيان النساء في أدبارهن .(١٣) ((١٣) الحديث: ٤٣٢٦ - يعق...

هل تعلم من أين أخذ البخاري ومسلم قصة كذبات إبراهيم ؟

  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والسلام على من إتبع الهدى أما بعد لا يخفى على كل من يغوص ويتعمق فيما يسمى بكتب الحديث التخاريف اليهودية والمسيحية المعششة فيها، ولكن موضوعنا اليوم حول أكذوبة لفقها البخاري ومسلم وغيرهما حول النبي إبراهيم عليه السلام أنه كذب ثلاث كذبات، وهذا حديث موضوع بلا شك، وأغلبية المسلمين يعرفون هكذا رواية ولكن الأغلبية بطبيعة الحال لا يعلمون من أين نقلها البخاري ومسلم وقاموا بتركيب سند لها ونسبوها زورا وبهتانا للنبي عليه السلام. هذه الرواية أخرجها البخاري ومسلم في عدة مواضع من كتابيهما الأولى في حديث الشفاعة المعروف الذي أخرجه البخاري (4712) ومسلم (194) : "   اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلاَثَ كَذِبَاتٍ " والثانية البخاري...

خرافة عوج بن عنق

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والسلام على من إتبع الهدى أما بعد في زوايا الخرافات والأساطير، تطل علينا شخصية عوج بن عنق كواحدة من أكثر الأوهام التراثية غرابة، حيث يُصوَّر هذا الكائن على أنه عملاق بلغ من الطول حداً أسطورياً جعله يتجاوز الجبال، ويشرب مياه البحار بكف واحدة، ويرفع السفن من عرض المحيطات كما يرفع الطفل دميته! هذه القصة لم تكن مجرد حكاية يتداولها العوام، بل تسللت إلى كتب التراث والتفسير، وأصبحت عند البعض حقيقة لا تقبل التشكيك، وكأن المنطق والعقل قد جُرِّدا من قيمتهما أمام خزعبلات الماضي. يدَّعي ناقلو هذه الأسطورة أن عوج بن عنق عاش آلاف السنين، وأنه كان موجودًا منذ زمن آدم عليه السلام، بل وكان شاهداً على الطوفان مع نوح، إذ لم يكن بحاجة إلى السفينة لأنه كان طويل القامة لدرجة أن المياه لم تغمره! تخيلوا هذا العبث: في الوقت الذي تفيض فيه المياه لتغطي الأرض كلها، يُترك عوج يتجول وكأن الطوفان حدث محلي لا يعنيه! كيف لعاقل أن يصدق بأن فردًا واحدًا كان طوله آلاف الأمتار ولم تتغير قوانين الطبيعة لأجله؟ ومن أكثر ما يُثير الضحك في هذه الخرافة أن بعض الروايات تزعم أن موسى عليه الس...

السلف وإشتهاء البهائم جنسيا

  بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والسلام على من إتبع الهدى أما بعد في زوايا التاريخ الفقهي المظلم، حيث تعشش وتتراكم الخرافات والتناقضات، نجد نصوصا تكشف بوضوح عن إنحراف فكري وسلوكي كان مستترا تحت عباءة الدين. في "شرح موطأ مالك للزرقاني (621/4)"، والقرطبي في كتابه "المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم (452/3)"، وكذلك حبيب الله الشنقيطي في كتابه زاد المسلم، والسنوسي في شرحه لصحيح مسلم، نقلوا عن بعض السلف أنهم كانوا يخشون ويتقون الخلوة بالبهائم، حيث قالوا: "وقد إتقى بعض السلف الخلوة بالبهيمة، وقال شيطان مغوى وأنثى حاضرة". ماذا يعني هذا ؟ ببساطة كان هناك من يشعر بالإغراء الجنسي أمام الحيوانات! هذه الحقيقة الصادمة تفكك وتبدد الأكذوبة الكبرى التي صورت من يسمى بالسلف وكأنهم كائنات معصومة عن الرغبات الدنيئة،،،،، إن ورود هذا التحذير في كتب الفقه لم يكن مجرد إفتراض بريء، بل كان إنعكاس لممارسات وقعت في الخارج، وإلا فلماذا هذا الحذر المرضي ؟ هل كان بعضهم يعاني من كبح شهواته إلى درجة أنه إحتاج إلى تذكير بعدم الإعتداء على البهائم ؟ هذا ليس مجرد إستنتاج، بل فضيحة أخلاقية دفين...

خرافات الفقهاء وحماقاتهم

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والسلام على من إتبع الهدى أما بعد   إذا كنت تعتقد أن الفقه الإسلامي هو علم دقيق يُعنى بتنظيم شؤون العباد وفق مقاصد الشريعة السامية، فأنت لم تطلع بعد على بعض أغرب ما سُطِّر في كتب الفقهاء عبر العصور، حيث تحوَّلت بعض الفتاوى إلى مهازل فكرية، وهرطقات لا يقرها عقل ولا يقبلها منطق، حتى لكأن بعض الفقهاء كانوا يخوضون في فصول من العبث والانحراف الذهني تحت ستار "الاجتهاد" و"استقصاء الأحكام الشرعية " إن من يطالع التراث الفقهي دون تعصب أو تبرير مسبق سيُفجع بكمية الفتاوى التي تتجاوز حدود المنطق والأخلاق، حتى ليظن أنه يقرأ نصوصًا من أدب الفانتازيا أو عوالم السريالية، لا أحكامًا دينية من المفترض أنها جاءت لتنظيم حياة الناس وفق مبادئ العدل والرحمة والعقلانية. كيف لا، وبعض الفقهاء أفنوا أعمارهم في التنظير لمسائل لا تخطر على قلب بشر، ولم تكن لتخطر لولا عقولهم التي استغرقت في هذه الافتراضات الشاذة ! فماذا يقول العقل والمنطق في فقه يناقش مسألة دخول رجلٍ كامل في فرج امرأة أو دابة بحرية؟ أي فكرٍ هذا الذي يضع فرضيات يتساءل فيها عن وجوب الغسل في حالة شطر ...